لم يبق إلا القليل

لم يتبق من هذا الشهر الكريم الا ليالي قليلة منها ليلتان من ليالي الوتر، قد تكون هذه الليالي هي افضل من كل ما مضى، وقد يكون فيها ليلة هي خير من الف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله، ليلة انزل الله فيها كلاما عظيم القدر على رسول عظيم القدر عن طريق ملك عظيم القدر في ليلة عظيمة القدر سميت ليلة القدر، يحتفل الكون بهذه الليلة لجلالها وتمتلئ السماء بملائكة تتنزل في هذه الليلة تشريفا لها، جبريل عليه السلام يتنزل بنفسه ليشهد هذه الليلة المباركة التي هي (سلام) وسكينة واطمئنان ورحمة من غروب شمسها الى طلوع فجرها. لو تصور الواحد منا أنه لو ادرك هذه الليلة وقامها مؤمنا محتسبا مخلصا فان الله تعالى يغفر له ذنبه، وقدر عبادته في ليلة واحدة يفوق ثلاثا وثمانين سنة بأكملها، فهل يفرط في هذا الاجر حريص على الاجر والثواب؟! أفرح كثيرا عندما أرى الشباب والصغار معتكفين في المساجد بين قراءة قرآن وصلاة وذكر وعبادة، وأفرح عندما أرى كبار السن من الرجال والنساء يتسابقون للمساجد لصلاة القيام، وافرح عندما ارى الفتيان والشباب يملأون الخيام بعد ان امتلأت المصليات بالمساجد من الراكعين.. لكنني احزن كثيرا عندما ارى بعض الناس يضيعون الاوقات باللعب الجلوس امام شاشات التلفاز لمتابعة المسلسلات والبرامج التافهة، لو صبروا اياما معدودة لنالوا الاجر العظيم. نصيحة فيما بقي من الشهر ان تفعل هذه الامور: -1 احرص على الصلوات الخمس في اوقاتها، واحرص على تكبيرة الاحرام ففي ادراكها أجر عظيم. -2 احرص على تفطير الصائمين في هذه الليالي فإن لك مثل اجورهم وما بالك لو صادفت ليلة القدر؟ -3 احرص على التصدق في هذه الليالي فلو صادف انك تصدقت في ليلة القدر فكأنك تصدقت بمثلها اكثر من ألف شهر!! وعليك الحساب. -4 ادع ربك ان يعينك على قيام ليلة القدر واستعن بالله عليها فان العبادة لا يطيقها احد الا بإعانة الله له. -5 احرص على جميع الاذكار هذه الايام والليالي فلايزال لسانك رطبا بذكر الله والدعاء وليكن اكثر دعائك (اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني). -6 احرص على بر والديك هذه الايام والليالي واطلب رضاهما فان رضا الرب عز وجل في رضاهما. -7 احرص على التراويح والقيام والنوافل والرواتب كلها (فالصلاة خير موضوع على الارض). -8 ليلة القدر شريفة فاضلة حتى الفجر، فلا تكتف بدعاء القنوت، بل استمر بالدعاء والاستغفار بالاسحار حتى طلوع الفجر. -9 ان استطعت الاعتكاف فافعل والا فاقض ما استطعت من الاوقات في بيت الله، ويا حبذا لو لم يخرج المصلي من المسجد بعد التراويح وظل في المسجد يقرأ القرآن ويقيم لوحده حتى يبدأ القيام ويصلي مع الامام. -10 طهر قلبك من الأحقاد والحسد والغل، واعف عن الناس طلبا للعفو من رب الناس، فمن اراد العفو من الله فليعف عن الخلق ما استطاع، واياك والحقد الحسد فانه يفسد العمل والقلب ايضا. ٭٭٭ الومضة (التاسعة والخمسون): عن علي رضي الله عنه قال: «كونوا لقبول العمل اشد اهتماما منكم بالعمل»، ألم تسمعوا قول الله تعالى {انما يتقبل الله من المتقين}. نبيل العوضي alawadhi@alwatan.com.kw