2011-01-06

25 × 22.. وماذا بعد؟!


كما كان متوقعا جدد مجلس الامة ثقته في سمو الشيخ ناصر المحمد رئيسا لمجلس الوزراء بأغلبية 25 نائباً مقابل رفض 22 وامتناع النائب عبدالله الرومي الذي كان تصويته مفاجأة مقابل تصويت د.حسن جوهر مع عدم التعاون في الجلسة السرية لمجلس الامة امس، لكن التساؤلات «وماذا بعد؟» هي التي سيطرت على الاجواء فور انتهاء الجلسة ومعرفة النتيجة التي اعتبرها الطرفان انتصاراً.
واكد رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي بعد اعلان النتيجة تعاون المجلس مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وقال الخرافي «باسمي وباسمكم جميعا نهنئ سمو رئيس الوزراء بهذه الثقة ونتمنى له التوفيق والسداد».
وبهذا الاجراء تكون البلاد قد طوت صفحة سياسية هامة من العمل الديموقراطي في البلاد وتجاوزت منعطفا خطيرا كاد يعصف بالعلاقة بين السلطتين بعد نقل الخلاف الى الشارع وممارسة ضغوط متنوعة وسادت قسوة الألفاظ سعياً الى تغيير القناعات والاصطفافات كما تخللها طرح طائفي وفئوي وقبلي.
ورغم ان النتيجة دستوريا جاءت لصالح سمو رئيس الوزراء والحكومة الامر الذي اعطاها جرعة جديدة من الاستمرار وبقوة حتى ان احد النواب اطلق على النتيجة «البيعة الجديدة»، الا ان نواب كتلة الا الدستور اعتبروا النتيجة بمثابة انتصار لهم وان الحكومة سقطت شعبيا على حد قولهم، وانهم لن يتوقفوا عن الاستمرار في ملاحقتها.
واكد سمو الشيخ ناصر المحمد في كلمة له بعد اعلان نتيجة التصويت على طلب عدم التعاون معه، انه وانطلاقا من ادراكنا التام لمسؤولياتنا بتحقيق مصالح الشعب التي يجب ان تكون الغاية الاساسية والهدف المنشود لنا جميعا، فإننا نأمل ان نطوي هذه الصفحة ونجتاز هذه المرحلة بكل ما فيها وما عليها ونبدأ عهدا جديدا يسود فيه روح التعاون بين السلطتين وتتغلب فيه المصلحة العامة على سواها من المصالح.
واعتبر سموه قرار مجلس الامة بتجديد الثقة فيه بأنه جاء اعلاء لكلمة الحق حيث اكد الاعضاء بأنهم قضاة عدل ملتزمين بقسمهم العظيم وبأحكام الدستور، مؤكدا انه وبالتعاون بين المجلس والحكم سنستطيع الوصول الى الانجازات المنشودة.
واعرب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الاسكان والتنمية الشيخ احمد الفهد عن أمله ان تظل نتائج استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء في اطارها الدستوري والقانوني، مشيرا الى ان سموه حظي بثقة المجلس بهذا المنصب واستمراره.
وقال من جانبه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان انه يجب على الجميع القبول بنتائج الديموقراطية، مشيرا الى ان سمو الرئيس حصل على ثقة وتعاون مجلس الامة وهذه هي الديموقراطية وعلينا القبول بنتائجها، داعيا مجلس الامة الى التعاون مع الحكومة لتنفيذ المشاريع التنموية.
وشهدت تداعيات جلسة الثقة مفاجأة من العيار الثقيل حيث اعلن النائب حسين القلاف عن تقديمه لاستقالته من مجلس الامة لعدم قدرته على الاستمرار في هذه الاجواء.
وقال القلاف في استقالته التي سلمها بعد جلسة الأمس الى رئيس مجلس الامة وبعد ان لوح بها في الجلسة السرية، «ارى ان الامور لن تنتهي او تتوقف بانتهاء استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء، وان حلقات التأزيم لن تتوقف وبالتالي فإن ظهورنا بمظهر المحامي عن الحكومة امر لا اقبله على نفسي، وعليه اتقدم باستقالتي سائلا المولى عز وجل ان يحفظ الكويت اميرا وشعبا ويرفع البلاء عن بلدنا الغالي ويهدي الجميع والحمد لله رب العالمين».
وكان مجلس الامة قد وافق على طلب حكومي بتحويل جلسة الامس الى سرية حيث وافق على الطلب 36 عضوا وعارضه 26 وامتنع عن التصويت صالح عاشور، وقد تحدث مؤيدا للسرية النائبان فيصل الدويسان وسلوى الجسار، بينما تحدث معارضا للسرية النائبان وليد الطبطبائي وعلي الدقباسي.
ثم فتح رئيس مجلس الامة النقاش في طلب عدم التعاون فتحدث مؤيدا للطلب النائبان د.وليد الطبطبائي وشعيب المويزري فيما تحدث معارضا للطلب النائبان علي الراشد وحسين القلاف.
ووصفت مصادر نيابية الجلسة السرية بانها كانت متشجنة مارس فيها بعض النواب طرحا لم يخل من الطائفية والفئوية، ودخل اعضاء كتلة العمل الوطني في مشادات كلامية بين علي الراشد وصالح الملا وعبدالرحمن العنجري حول مدى دستورية الاستجواب، وقد فند الراشد الاستجواب من الناحية الدستورية والقانونية وقال ان الاستجواب موجه لأكبر من سمو رئيس الوزراء وهو استجواب باطل كله من اوله الى آخره.
وعرض الراشد صورا لمواجهات ومظاهرات في امريكا وكندا وفرنسا وقال انه ورغم استخدام القوة والعنف لم يستجوب احد رئيس الحكومة.
واتهم الراشد الطبطبائي واعضاء في كتلة الا الدستور بضرب الوحدة الوطنية، واولهم الطبطبائي فما دخل الحسينيات في تفريق مخالفين للقانون في ديوانية وما دخل الشيعة بقولك لهم أليس فيهم رجل رشيد أليس هذا تعديا وضربا في الوطنية.
ورد الطبطبائي رافضاً اتهامات الراشد مؤكداً بأنه لا يرضى على الاخوة الشيعة الذين تربطه بهم علاقات خاصة ولا تزايد علينا في حبهم.
وحصلت ملاسنة ومشادة بين مسلم البراك ود. معصومة المبارك، وقال البراك لها انتي تتفننين وتفتنين وغيرتي مبادئك روحي سوق النخاسة احسن.
وردت عليه معصومة قائلة لا أنت ولا غيرك يقيمنا احترم نفسك.. ورد عليها انتي احترمي نفسك.
واستعرض القلاف كتاباً لفوزي العودة عن فتاوى المشايخ السلفية وقال ان موقف نوابهم خالف مبادئهم وعلماءهم بعدم طاعة ولي الأمر.
وعرض القلاف فيلما عن تصريحات للنائب محمد هايف بتهديده باغلاق قبيلته لمداخل ومخارج صباح الناصر معتبرا ذلك دعوة للانقلاب على النظام وتقويض دعائم المجتمع، كما عرض فيلما لتصريح للنائب فيصل المسلم يقول فيه ان الكويت دولة سنية.
ووجه القلاف كلامه للغانم والملا والعنجري متسائلاً هؤلاء تهجموا على الشيعة فهل ترضون بذلك حتى تقفوا معهم ضدنا واذا لم تصوتوا معنا فانتم ضدنا.
ورد عليه العنجري احنا وياكم لكننا ندافع عن الحريات وانتهاك الدستور.
ثم عرض القلاف استقالته ملوحاً بها في الجلسة وقال للنواب هذه استقالتي وسامحوني وهذه آخر جلسة احضرها انتو ناس تأزيميين وانا ما اقدر الا ان ادافع واذا استمريت سيقولون باني دافعت عن الحكومة.
وعند التصويت صفقة النواب المؤيدون لعدم التعاون لموقف حسن جوهر، كما صفق المعارضون لتصويت عبدالله الرومي بالامتناع.
واكد مصدر برلماني ان رئيس مجلس الأمة سيجتمع اليوم مع النائب حسين القلاف وسيحاول ثنيه عن استقالته، وسيواصل اقناعه بالعدول عنها قبل ان يعرض الأمر على المجلس اذا لم يقبل سحبها ليصار الى اجراء انتخابات تكميلية لاختيار عضو بديل.
وبعد رفع الجلسة عقد نواب كتلة الا الدستور مؤتمرا صحافيا اعتبروا فيه نتيجة التصويت بإنها انتصار لهم، واعتبر مسلم البراك الجلسة بانها تاريخية وانها جلسة استعادة الكرامة وان تصويت النائب د. حسن جوهر هو عن 10 نواب وانه اعطى القائمة صبغة وطنية.
واكد البراك ان هذه هي البداية اليوم وحكومة ناصر المحمد ساقطة وسنعمل على اسقاطها من خلال الشارع.
وقال فيصل المسلم ان اليوم يعد يوما تاريخيا وان حسن جوهر منع الاصطفاف الطائفي وان حكومة الشيخ ناصر سقطت سياسيا.
وذكر د. وليد الطبطبائي ان النائب حسن جوهر صار اليوم على خطى الامام الحسن بن علي والذي اصلح بين فئتين متخاصمتين واصبح جوهر رمزا للوحدة الوطنية.
وقال جمعان الحربش ان انتهاء الازمة تأتي بنهاية الحكومة والايام بيننا ودعا شعيب المويزري الحكومة الى قراءة التصويت جيدا.
ومن جانبه طالب النائب دليهي الهاجري نواب الامة الذين لوحوا بتقديم استقالاتهم إلى ان يقدموها الآن اذا كانوا صادقين ورجالاً واضاف: نقول لمن قال ان الدواوين لن تستقبلنا «عيب على شاربه» وهو الذي لن تستقبله الدواوين.
وطالب من جانب النائب عدنان المطوع بضرورة اغلاق صفحة الماضي والالتفات لتمنية البلد برئاسة سمو رئيس الوزراء» كما دعا النائب سعد زنيفر الى القبول بنتيجة التصويت وطي صفحة الاستجواب والتفرغ لمصلحة الوطن والمواطنين.
ودعت رولا دشتي للقبول بالنتيجة واعادة النظر في نهج التحدي والتهديد والتسفيه المتبع للرقابة البرلمانية.
وطالب عبداله الرومي الحكومة بقراءة نتيجة التصويت قراءة سياسية دقيقة حتى تتفادى مزيداً من التوتر بين السلطتين، مشيرا الى ان تصويته جاء تعبيرا عن قناعته الخاصة وانه يعني ايضا عدم الثقة لأن الامتناع لايعني اعطاء الثقة.
واكد من جانبه عبدالرحمن العنجري ان ما حصل ليس نجاحا مطلقاً لسمو الرئيس، ونحن نستحق حكومة جديدة.
وأضاف أنه لا خلاف شخصياً مع الشيخ ناصر المحمد فهو له كل التقدير والاحترام ولكن الحكومة أخطأت ونحن حاسبناها ولم نخرج عن الإطار الدستوري.
وقال النائبان علي العمير ومحمد المطير في بيان مشترك ان تصويتهما بعدم الموافقة على طلب عدم التعاون جاء من منطلقات شرعية ودستورية وبعد مشاورات مع قواعدنا الانتخابية وجماعاتنا السياسية ومن منطلق الحرص على مصلحة الوطن.
هذا وقد ذكرت مصادر مقربة من كتلة العمل الشعبي أن الكتلة ستعقد اجتماعاتها يوم الاثنين المقبل بمكتب النائب احمد السعدون لبحث ومناقشة الخطوات التي سيتم اتخاذها خلال المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن الاجتماع سيضم نواباً من كتلتي التنمية والاصلاح والعمل الوطني.
وكشف عضو في كتلة «إلا الدستور» إنه بانتهاء جلسة الأمس استطيع القول أن سبحة كتلة «إلا الدستور» قد انفرطت فتجمعها كان لهدف وهذا الهدف انقضى وليعذرونا في قرارنا.
وأفادت مصادر ان كتلتي العمل الشعبي والتنمية والاصلاح ومعهما النواب أبورمية وهايف والوعلان، سيواصلون التنسيق في الاستجوابات وان القائمة تضم استجواب وزراء الإعلام والداخلية والمالية والبلدية وانهما لن يتوقفا إلا بسقوط الحكومة كما افادت المصادر.
من جانبه اصدر التجمع الاسلامي السلفي بيانا بشأن الاستجواب المقدم الى سمو رئيس مجلس الوزراء.
فيما يلي نصه: شهدنا وشهدت الكويت ممارسة نيابية حيوية في استجواب وطلب عدم التعاون مع سمو رئيس مجلس الوزراء وفقا لأحكام الدستور الكويتي وكانت بالفعل ممارسة دستورية بناءة لا مخالفة فيها للشريعة الاسلامية حيث تم فيها اتخاذ مختلف المواقف من قبل اعضاء مجلس الامة والتي لا يسعنا إزاءها الا ان نحترم كل من صوت بقناعته وعليه فاننا نقبل بنتيجة هذه الممارسة البناءة ونترك مدلولاتها لحكمة سمو الأمير حفظه الله الا اننا في الوقت نفسه نستنكر اساليب الضغط التي مورست على بعض النواب من الجانبين والتي جاوز بعضها حد المعقول الى الانحراف وممارسة الابتزاز والمساس بالكرامات.
ان قرار مجلس الامة عدم الموافقة على طلب عدم التعاون مع سمو رئيس مجلس الوزراء هو رسالة الى سمو الرئيس يكتمل معناها بما احتوته في الجانب الآخر من رسالة اخرى بليغة يجب فهم محتواها ومقاصدها ايضا وبالتالي تدارك الاخطاء التي وقعت فيها الحكومة لكي تنتهج طريق الاصلاح في القادم من الامور دون هكذا انقسام أو تأزيم.
وفي نهاية مطاف هذه الممارسة النيابية ندعو جميع الاطراف الى عدم التأجيج والعودة الى تعاون اعضاء مجلس الامة مع بعضهم البعض واستمرار توجيه الطاقات الى بناء كويت المستقبل، وانجاز خطة التنمية والاصلاحات التي طال انتظارها في ظل ممارسة مجلس الامة لدوره الرقابي.
نسأل الله عز وجل ان يحفظ للكويت امنها واستقرارها وان تنعم بالعدل والمساواة بعيدا عن ظلمات الظلم والفساد انه وليِّ ذلك سبحانه والقادر عليه سبحانه لا إله إلا هو وصلى اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم.




يا الله صباح خير

عندما طلب وزير الدولة روضان الروضان تحويل الجلسة إلى سرية اعترض النائب د.وليد الطبطبائي وتعالت الأصوات المؤيدة له.. فخاطبه الرئيس الخرافي قائلا «يا الله صباح خير يا وليد!».

تحيا الديموقراطية
عقب رفع الجلسة وتجديد الثقة في الشيخ ناصر المحمد وأثناء مروره على الإعلاميين خاطبهم رافعا يده «تحيا الديموقراطية» وسط تصفيق من الحضور.

القلاف وجوهر
نقلت أوساط الجلسة أن النائب حسين القلاف وجه كلاما قاسيا للنائب د.حسن جوهر عقب تصويته لمصلحة المستجوبين أي مع عدم التعاون.

البراك ومعصومة
حدثت مشادة كلامية أثناء الجلسة عندما هاجم البراك النائبة د.معصومة المبارك، وقال لها انتي غيرتي مبادئك وأصبحت «فتينيه» فردت عليه احترم نفسك ومو انت اللي تقيم زملاءك والزم حدودك.

تصفيق
صفق النواب الحضور المؤيدون لعدم التعاون للنائب جوهر عندما صوت معهم، وصفق النواب المعارضون للنائب عبدالله الرومي عندما امتنع عن التصويت.

استقيلوا ان كنتم صادقين
قال النائب دليهي الهاجري إن على من وعد بتقديم استقالته أن يقدمها إذا كان رجلا صادقا، بعد حسم النتيجة اليوم.
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي

25 × 22.. وماذا بعد؟!


كما كان متوقعا جدد مجلس الامة ثقته في سمو الشيخ ناصر المحمد رئيسا لمجلس الوزراء بأغلبية 25 نائباً مقابل رفض 22 وامتناع النائب عبدالله الرومي الذي كان تصويته مفاجأة مقابل تصويت د.حسن جوهر مع عدم التعاون في الجلسة السرية لمجلس الامة امس، لكن التساؤلات «وماذا بعد؟» هي التي سيطرت على الاجواء فور انتهاء الجلسة ومعرفة النتيجة التي اعتبرها الطرفان انتصاراً.
واكد رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي بعد اعلان النتيجة تعاون المجلس مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وقال الخرافي «باسمي وباسمكم جميعا نهنئ سمو رئيس الوزراء بهذه الثقة ونتمنى له التوفيق والسداد».
وبهذا الاجراء تكون البلاد قد طوت صفحة سياسية هامة من العمل الديموقراطي في البلاد وتجاوزت منعطفا خطيرا كاد يعصف بالعلاقة بين السلطتين بعد نقل الخلاف الى الشارع وممارسة ضغوط متنوعة وسادت قسوة الألفاظ سعياً الى تغيير القناعات والاصطفافات كما تخللها طرح طائفي وفئوي وقبلي.
ورغم ان النتيجة دستوريا جاءت لصالح سمو رئيس الوزراء والحكومة الامر الذي اعطاها جرعة جديدة من الاستمرار وبقوة حتى ان احد النواب اطلق على النتيجة «البيعة الجديدة»، الا ان نواب كتلة الا الدستور اعتبروا النتيجة بمثابة انتصار لهم وان الحكومة سقطت شعبيا على حد قولهم، وانهم لن يتوقفوا عن الاستمرار في ملاحقتها.
واكد سمو الشيخ ناصر المحمد في كلمة له بعد اعلان نتيجة التصويت على طلب عدم التعاون معه، انه وانطلاقا من ادراكنا التام لمسؤولياتنا بتحقيق مصالح الشعب التي يجب ان تكون الغاية الاساسية والهدف المنشود لنا جميعا، فإننا نأمل ان نطوي هذه الصفحة ونجتاز هذه المرحلة بكل ما فيها وما عليها ونبدأ عهدا جديدا يسود فيه روح التعاون بين السلطتين وتتغلب فيه المصلحة العامة على سواها من المصالح.
واعتبر سموه قرار مجلس الامة بتجديد الثقة فيه بأنه جاء اعلاء لكلمة الحق حيث اكد الاعضاء بأنهم قضاة عدل ملتزمين بقسمهم العظيم وبأحكام الدستور، مؤكدا انه وبالتعاون بين المجلس والحكم سنستطيع الوصول الى الانجازات المنشودة.
واعرب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الاسكان والتنمية الشيخ احمد الفهد عن أمله ان تظل نتائج استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء في اطارها الدستوري والقانوني، مشيرا الى ان سموه حظي بثقة المجلس بهذا المنصب واستمراره.
وقال من جانبه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان انه يجب على الجميع القبول بنتائج الديموقراطية، مشيرا الى ان سمو الرئيس حصل على ثقة وتعاون مجلس الامة وهذه هي الديموقراطية وعلينا القبول بنتائجها، داعيا مجلس الامة الى التعاون مع الحكومة لتنفيذ المشاريع التنموية.
وشهدت تداعيات جلسة الثقة مفاجأة من العيار الثقيل حيث اعلن النائب حسين القلاف عن تقديمه لاستقالته من مجلس الامة لعدم قدرته على الاستمرار في هذه الاجواء.
وقال القلاف في استقالته التي سلمها بعد جلسة الأمس الى رئيس مجلس الامة وبعد ان لوح بها في الجلسة السرية، «ارى ان الامور لن تنتهي او تتوقف بانتهاء استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء، وان حلقات التأزيم لن تتوقف وبالتالي فإن ظهورنا بمظهر المحامي عن الحكومة امر لا اقبله على نفسي، وعليه اتقدم باستقالتي سائلا المولى عز وجل ان يحفظ الكويت اميرا وشعبا ويرفع البلاء عن بلدنا الغالي ويهدي الجميع والحمد لله رب العالمين».
وكان مجلس الامة قد وافق على طلب حكومي بتحويل جلسة الامس الى سرية حيث وافق على الطلب 36 عضوا وعارضه 26 وامتنع عن التصويت صالح عاشور، وقد تحدث مؤيدا للسرية النائبان فيصل الدويسان وسلوى الجسار، بينما تحدث معارضا للسرية النائبان وليد الطبطبائي وعلي الدقباسي.
ثم فتح رئيس مجلس الامة النقاش في طلب عدم التعاون فتحدث مؤيدا للطلب النائبان د.وليد الطبطبائي وشعيب المويزري فيما تحدث معارضا للطلب النائبان علي الراشد وحسين القلاف.
ووصفت مصادر نيابية الجلسة السرية بانها كانت متشجنة مارس فيها بعض النواب طرحا لم يخل من الطائفية والفئوية، ودخل اعضاء كتلة العمل الوطني في مشادات كلامية بين علي الراشد وصالح الملا وعبدالرحمن العنجري حول مدى دستورية الاستجواب، وقد فند الراشد الاستجواب من الناحية الدستورية والقانونية وقال ان الاستجواب موجه لأكبر من سمو رئيس الوزراء وهو استجواب باطل كله من اوله الى آخره.
وعرض الراشد صورا لمواجهات ومظاهرات في امريكا وكندا وفرنسا وقال انه ورغم استخدام القوة والعنف لم يستجوب احد رئيس الحكومة.
واتهم الراشد الطبطبائي واعضاء في كتلة الا الدستور بضرب الوحدة الوطنية، واولهم الطبطبائي فما دخل الحسينيات في تفريق مخالفين للقانون في ديوانية وما دخل الشيعة بقولك لهم أليس فيهم رجل رشيد أليس هذا تعديا وضربا في الوطنية.
ورد الطبطبائي رافضاً اتهامات الراشد مؤكداً بأنه لا يرضى على الاخوة الشيعة الذين تربطه بهم علاقات خاصة ولا تزايد علينا في حبهم.
وحصلت ملاسنة ومشادة بين مسلم البراك ود. معصومة المبارك، وقال البراك لها انتي تتفننين وتفتنين وغيرتي مبادئك روحي سوق النخاسة احسن.
وردت عليه معصومة قائلة لا أنت ولا غيرك يقيمنا احترم نفسك.. ورد عليها انتي احترمي نفسك.
واستعرض القلاف كتاباً لفوزي العودة عن فتاوى المشايخ السلفية وقال ان موقف نوابهم خالف مبادئهم وعلماءهم بعدم طاعة ولي الأمر.
وعرض القلاف فيلما عن تصريحات للنائب محمد هايف بتهديده باغلاق قبيلته لمداخل ومخارج صباح الناصر معتبرا ذلك دعوة للانقلاب على النظام وتقويض دعائم المجتمع، كما عرض فيلما لتصريح للنائب فيصل المسلم يقول فيه ان الكويت دولة سنية.
ووجه القلاف كلامه للغانم والملا والعنجري متسائلاً هؤلاء تهجموا على الشيعة فهل ترضون بذلك حتى تقفوا معهم ضدنا واذا لم تصوتوا معنا فانتم ضدنا.
ورد عليه العنجري احنا وياكم لكننا ندافع عن الحريات وانتهاك الدستور.
ثم عرض القلاف استقالته ملوحاً بها في الجلسة وقال للنواب هذه استقالتي وسامحوني وهذه آخر جلسة احضرها انتو ناس تأزيميين وانا ما اقدر الا ان ادافع واذا استمريت سيقولون باني دافعت عن الحكومة.
وعند التصويت صفقة النواب المؤيدون لعدم التعاون لموقف حسن جوهر، كما صفق المعارضون لتصويت عبدالله الرومي بالامتناع.
واكد مصدر برلماني ان رئيس مجلس الأمة سيجتمع اليوم مع النائب حسين القلاف وسيحاول ثنيه عن استقالته، وسيواصل اقناعه بالعدول عنها قبل ان يعرض الأمر على المجلس اذا لم يقبل سحبها ليصار الى اجراء انتخابات تكميلية لاختيار عضو بديل.
وبعد رفع الجلسة عقد نواب كتلة الا الدستور مؤتمرا صحافيا اعتبروا فيه نتيجة التصويت بإنها انتصار لهم، واعتبر مسلم البراك الجلسة بانها تاريخية وانها جلسة استعادة الكرامة وان تصويت النائب د. حسن جوهر هو عن 10 نواب وانه اعطى القائمة صبغة وطنية.
واكد البراك ان هذه هي البداية اليوم وحكومة ناصر المحمد ساقطة وسنعمل على اسقاطها من خلال الشارع.
وقال فيصل المسلم ان اليوم يعد يوما تاريخيا وان حسن جوهر منع الاصطفاف الطائفي وان حكومة الشيخ ناصر سقطت سياسيا.
وذكر د. وليد الطبطبائي ان النائب حسن جوهر صار اليوم على خطى الامام الحسن بن علي والذي اصلح بين فئتين متخاصمتين واصبح جوهر رمزا للوحدة الوطنية.
وقال جمعان الحربش ان انتهاء الازمة تأتي بنهاية الحكومة والايام بيننا ودعا شعيب المويزري الحكومة الى قراءة التصويت جيدا.
ومن جانبه طالب النائب دليهي الهاجري نواب الامة الذين لوحوا بتقديم استقالاتهم إلى ان يقدموها الآن اذا كانوا صادقين ورجالاً واضاف: نقول لمن قال ان الدواوين لن تستقبلنا «عيب على شاربه» وهو الذي لن تستقبله الدواوين.
وطالب من جانب النائب عدنان المطوع بضرورة اغلاق صفحة الماضي والالتفات لتمنية البلد برئاسة سمو رئيس الوزراء» كما دعا النائب سعد زنيفر الى القبول بنتيجة التصويت وطي صفحة الاستجواب والتفرغ لمصلحة الوطن والمواطنين.
ودعت رولا دشتي للقبول بالنتيجة واعادة النظر في نهج التحدي والتهديد والتسفيه المتبع للرقابة البرلمانية.
وطالب عبداله الرومي الحكومة بقراءة نتيجة التصويت قراءة سياسية دقيقة حتى تتفادى مزيداً من التوتر بين السلطتين، مشيرا الى ان تصويته جاء تعبيرا عن قناعته الخاصة وانه يعني ايضا عدم الثقة لأن الامتناع لايعني اعطاء الثقة.
واكد من جانبه عبدالرحمن العنجري ان ما حصل ليس نجاحا مطلقاً لسمو الرئيس، ونحن نستحق حكومة جديدة.
وأضاف أنه لا خلاف شخصياً مع الشيخ ناصر المحمد فهو له كل التقدير والاحترام ولكن الحكومة أخطأت ونحن حاسبناها ولم نخرج عن الإطار الدستوري.
وقال النائبان علي العمير ومحمد المطير في بيان مشترك ان تصويتهما بعدم الموافقة على طلب عدم التعاون جاء من منطلقات شرعية ودستورية وبعد مشاورات مع قواعدنا الانتخابية وجماعاتنا السياسية ومن منطلق الحرص على مصلحة الوطن.
هذا وقد ذكرت مصادر مقربة من كتلة العمل الشعبي أن الكتلة ستعقد اجتماعاتها يوم الاثنين المقبل بمكتب النائب احمد السعدون لبحث ومناقشة الخطوات التي سيتم اتخاذها خلال المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن الاجتماع سيضم نواباً من كتلتي التنمية والاصلاح والعمل الوطني.
وكشف عضو في كتلة «إلا الدستور» إنه بانتهاء جلسة الأمس استطيع القول أن سبحة كتلة «إلا الدستور» قد انفرطت فتجمعها كان لهدف وهذا الهدف انقضى وليعذرونا في قرارنا.
وأفادت مصادر ان كتلتي العمل الشعبي والتنمية والاصلاح ومعهما النواب أبورمية وهايف والوعلان، سيواصلون التنسيق في الاستجوابات وان القائمة تضم استجواب وزراء الإعلام والداخلية والمالية والبلدية وانهما لن يتوقفا إلا بسقوط الحكومة كما افادت المصادر.
من جانبه اصدر التجمع الاسلامي السلفي بيانا بشأن الاستجواب المقدم الى سمو رئيس مجلس الوزراء.
فيما يلي نصه: شهدنا وشهدت الكويت ممارسة نيابية حيوية في استجواب وطلب عدم التعاون مع سمو رئيس مجلس الوزراء وفقا لأحكام الدستور الكويتي وكانت بالفعل ممارسة دستورية بناءة لا مخالفة فيها للشريعة الاسلامية حيث تم فيها اتخاذ مختلف المواقف من قبل اعضاء مجلس الامة والتي لا يسعنا إزاءها الا ان نحترم كل من صوت بقناعته وعليه فاننا نقبل بنتيجة هذه الممارسة البناءة ونترك مدلولاتها لحكمة سمو الأمير حفظه الله الا اننا في الوقت نفسه نستنكر اساليب الضغط التي مورست على بعض النواب من الجانبين والتي جاوز بعضها حد المعقول الى الانحراف وممارسة الابتزاز والمساس بالكرامات.
ان قرار مجلس الامة عدم الموافقة على طلب عدم التعاون مع سمو رئيس مجلس الوزراء هو رسالة الى سمو الرئيس يكتمل معناها بما احتوته في الجانب الآخر من رسالة اخرى بليغة يجب فهم محتواها ومقاصدها ايضا وبالتالي تدارك الاخطاء التي وقعت فيها الحكومة لكي تنتهج طريق الاصلاح في القادم من الامور دون هكذا انقسام أو تأزيم.
وفي نهاية مطاف هذه الممارسة النيابية ندعو جميع الاطراف الى عدم التأجيج والعودة الى تعاون اعضاء مجلس الامة مع بعضهم البعض واستمرار توجيه الطاقات الى بناء كويت المستقبل، وانجاز خطة التنمية والاصلاحات التي طال انتظارها في ظل ممارسة مجلس الامة لدوره الرقابي.
نسأل الله عز وجل ان يحفظ للكويت امنها واستقرارها وان تنعم بالعدل والمساواة بعيدا عن ظلمات الظلم والفساد انه وليِّ ذلك سبحانه والقادر عليه سبحانه لا إله إلا هو وصلى اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم.




يا الله صباح خير

عندما طلب وزير الدولة روضان الروضان تحويل الجلسة إلى سرية اعترض النائب د.وليد الطبطبائي وتعالت الأصوات المؤيدة له.. فخاطبه الرئيس الخرافي قائلا «يا الله صباح خير يا وليد!».

تحيا الديموقراطية
عقب رفع الجلسة وتجديد الثقة في الشيخ ناصر المحمد وأثناء مروره على الإعلاميين خاطبهم رافعا يده «تحيا الديموقراطية» وسط تصفيق من الحضور.

القلاف وجوهر
نقلت أوساط الجلسة أن النائب حسين القلاف وجه كلاما قاسيا للنائب د.حسن جوهر عقب تصويته لمصلحة المستجوبين أي مع عدم التعاون.

البراك ومعصومة
حدثت مشادة كلامية أثناء الجلسة عندما هاجم البراك النائبة د.معصومة المبارك، وقال لها انتي غيرتي مبادئك وأصبحت «فتينيه» فردت عليه احترم نفسك ومو انت اللي تقيم زملاءك والزم حدودك.

تصفيق
صفق النواب الحضور المؤيدون لعدم التعاون للنائب جوهر عندما صوت معهم، وصفق النواب المعارضون للنائب عبدالله الرومي عندما امتنع عن التصويت.

استقيلوا ان كنتم صادقين
قال النائب دليهي الهاجري إن على من وعد بتقديم استقالته أن يقدمها إذا كان رجلا صادقا، بعد حسم النتيجة اليوم.

إرسال تعليق