2016-05-10

خالد السرحان العائد من العراق يروي معاناته مع خاطفيه: فكرت في الانتحار قبل يوم من إطلاق سراحي


لعبت الصدفة دورها في تحرير الكويتي خالد السرحان من خاطفيه في العراق، بعدما تجرّع الهموم وذاق الويلات، تعرض للضرب والسلب والأذى النفسي، لدرجة أنه فكّر في التخلص من حياته قبل يوم واحد من إطلاق سراحه، بحسب قوله لـ «الراي».

السرحان العائد من الأسر روى لـ «الراي» التي التقته في منزله ظهر أمس، بعضاً من تفاصيل حكاية خطفه والضغوط التي رزح تحتها في العراق، قال:«سبق لي أن ذهبت إلى العراق لشراء الأغنام، وتعرفت على بعض الأشخاص من قبيلة المطيرات في مدينة الناصرية وجلست عندهم أياماً عدة واتفقت على شراء بعض الأغنام، ثم رجعت إلى الكويت لتجهيز المبلغ المتفق عليه».


وتابع « بعدما جهزت المبلغ عدت الى العراق لشراء الأغنام، إلا أن مهمتي لم تكتمل حيث تم اختطافي من منطقة الناصرية، حيث تنقل بي الخاطفون لحوالي ثلاثة أسابيع من بيت مهجور إلى آخر في منطقة الجبايش إلى الحيانية، وطعامي كان خلال هذه الفترة وجبة واحدة (عيش وبامية)، إضافة إلى لتر ماء واحد، كما كنت أرتدي دشداشة واحدة وثلاثة سراويل وفانيلة أصبحت سوداء من رداءة الماء وعدم وجود أي منظفات،كما كنت استحم مرة كل أسبوع بصابونة رقي».

وأضاف «في الأسبوع الأخير، اتضحت الحقيقة، حيث أتاني شخص يطلقون عليه (الحجي)، وقال لي (إنت مخطوف وأبلغنا أهلك ولدينا ثقة أن أميركم رجل طيب والمواطن الكويتي غال عنده وسيدفع عنك الفدية بمبلغ مليون دولار)، فقلت له إن المبلغ غير متوافر ولا أستطيع تدبيره فقال لي (سنبيعك لنستفيد منك مو نعلفك ببلاش) ».

وذكر بوحمد «كانت هناك مجموعات تأتي إلى مكان احتجازي وتتفاوض لشرائي، حتى أن أحد أفرادها قال عني (هذا كبير بالعمر وما يصلح وأهله يريدون الفكة منه، وزوجته لا تستقبل مكالماتهم وتسكر الخط)، وهذه الكلمات كانت تؤثر جداً في حالتي النفسية، حتى انني فكرت في الانتحار قبل يوم من الافراج عني».

وأكمل بوحمد «كنت أقرأ القرآن على ضوء ولاعة صغيرة معي وأدعو الله سبحانه لتفريج كربي وفك أزمتي، لدرجة أنني كنت أتخيل زوجتي وأولادي أمام عيني، وفي يوم الإفراج عني أتى لي (الحجي)، وقال جهز نفسك واغسل ملابسك، وحسب قوله (أريدك تكشخ) وباجر راح تطلع، وأنا أمام مكذب لقوله ومصدق، قمت بتجهيز نفسي وفي يوم السبت الماضي، وتحديداً عند الساعة التاسعة صباحاً أتت سيارة، وقال لي انك الحين تروح مع السيارة إلى فندق الشيراتون وهناك تسحب لنا 10 آلاف دولار وتسلمها وتوكل على الله».

ومضى «حضرت سيارة إلى المكان الذي أقيم فيه، وعندما انطلقت توجهنا إلى فندق الشيراتون، حيث وقف سائقها على بعد كيلو متر منه، ثم ترجلت ودخلت الفندق، حينها وجدت أمامي رجال أمن فسألتهم أين تقع القنصلية الكويتية في البصرة، فقالوا في الدور الأول من هذا الفندق، ومن هول الصدمة صعدت إلى الدور الأول، وإذ بي أمام صور سمو الأمير وسمو ولي العهد وعلم الكويت فوقعت على الأرض، لدرجة أن أعضاء القنصلية تجمعوا حولي، ثم نزل لي السفير يوسف الصباغ».

وواصل المواطن المحرر بوحمد حديثه «للقنصل الصباغ صاحب التعامل الراقي جميل في عنقي لن أنساه ما حييت، إذ كان يحرص على النوم في القنصلية لمدة 40 يوماً بانتظار الافراج عني ومتابعة قضيتي، ثم أجرى اتصالاته لتجهيز سيارات عراقية مصفحة يتكفل طاقمها بحمايتي لإيصالي إلى منفذ العبدلي، حيث وصلت إلى هناك قرابة الساعة 12.30 ظهراً، ومنه انتقلت إلى ادارة أمن الدولة للتحقيق وكشف ملابسات الخطف ووصلت إلى منزلي في تمام الساعة السابعة مساء أول من أمس».
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي

خالد السرحان العائد من العراق يروي معاناته مع خاطفيه: فكرت في الانتحار قبل يوم من إطلاق سراحي


لعبت الصدفة دورها في تحرير الكويتي خالد السرحان من خاطفيه في العراق، بعدما تجرّع الهموم وذاق الويلات، تعرض للضرب والسلب والأذى النفسي، لدرجة أنه فكّر في التخلص من حياته قبل يوم واحد من إطلاق سراحه، بحسب قوله لـ «الراي».

السرحان العائد من الأسر روى لـ «الراي» التي التقته في منزله ظهر أمس، بعضاً من تفاصيل حكاية خطفه والضغوط التي رزح تحتها في العراق، قال:«سبق لي أن ذهبت إلى العراق لشراء الأغنام، وتعرفت على بعض الأشخاص من قبيلة المطيرات في مدينة الناصرية وجلست عندهم أياماً عدة واتفقت على شراء بعض الأغنام، ثم رجعت إلى الكويت لتجهيز المبلغ المتفق عليه».


وتابع « بعدما جهزت المبلغ عدت الى العراق لشراء الأغنام، إلا أن مهمتي لم تكتمل حيث تم اختطافي من منطقة الناصرية، حيث تنقل بي الخاطفون لحوالي ثلاثة أسابيع من بيت مهجور إلى آخر في منطقة الجبايش إلى الحيانية، وطعامي كان خلال هذه الفترة وجبة واحدة (عيش وبامية)، إضافة إلى لتر ماء واحد، كما كنت أرتدي دشداشة واحدة وثلاثة سراويل وفانيلة أصبحت سوداء من رداءة الماء وعدم وجود أي منظفات،كما كنت استحم مرة كل أسبوع بصابونة رقي».

وأضاف «في الأسبوع الأخير، اتضحت الحقيقة، حيث أتاني شخص يطلقون عليه (الحجي)، وقال لي (إنت مخطوف وأبلغنا أهلك ولدينا ثقة أن أميركم رجل طيب والمواطن الكويتي غال عنده وسيدفع عنك الفدية بمبلغ مليون دولار)، فقلت له إن المبلغ غير متوافر ولا أستطيع تدبيره فقال لي (سنبيعك لنستفيد منك مو نعلفك ببلاش) ».

وذكر بوحمد «كانت هناك مجموعات تأتي إلى مكان احتجازي وتتفاوض لشرائي، حتى أن أحد أفرادها قال عني (هذا كبير بالعمر وما يصلح وأهله يريدون الفكة منه، وزوجته لا تستقبل مكالماتهم وتسكر الخط)، وهذه الكلمات كانت تؤثر جداً في حالتي النفسية، حتى انني فكرت في الانتحار قبل يوم من الافراج عني».

وأكمل بوحمد «كنت أقرأ القرآن على ضوء ولاعة صغيرة معي وأدعو الله سبحانه لتفريج كربي وفك أزمتي، لدرجة أنني كنت أتخيل زوجتي وأولادي أمام عيني، وفي يوم الإفراج عني أتى لي (الحجي)، وقال جهز نفسك واغسل ملابسك، وحسب قوله (أريدك تكشخ) وباجر راح تطلع، وأنا أمام مكذب لقوله ومصدق، قمت بتجهيز نفسي وفي يوم السبت الماضي، وتحديداً عند الساعة التاسعة صباحاً أتت سيارة، وقال لي انك الحين تروح مع السيارة إلى فندق الشيراتون وهناك تسحب لنا 10 آلاف دولار وتسلمها وتوكل على الله».

ومضى «حضرت سيارة إلى المكان الذي أقيم فيه، وعندما انطلقت توجهنا إلى فندق الشيراتون، حيث وقف سائقها على بعد كيلو متر منه، ثم ترجلت ودخلت الفندق، حينها وجدت أمامي رجال أمن فسألتهم أين تقع القنصلية الكويتية في البصرة، فقالوا في الدور الأول من هذا الفندق، ومن هول الصدمة صعدت إلى الدور الأول، وإذ بي أمام صور سمو الأمير وسمو ولي العهد وعلم الكويت فوقعت على الأرض، لدرجة أن أعضاء القنصلية تجمعوا حولي، ثم نزل لي السفير يوسف الصباغ».

وواصل المواطن المحرر بوحمد حديثه «للقنصل الصباغ صاحب التعامل الراقي جميل في عنقي لن أنساه ما حييت، إذ كان يحرص على النوم في القنصلية لمدة 40 يوماً بانتظار الافراج عني ومتابعة قضيتي، ثم أجرى اتصالاته لتجهيز سيارات عراقية مصفحة يتكفل طاقمها بحمايتي لإيصالي إلى منفذ العبدلي، حيث وصلت إلى هناك قرابة الساعة 12.30 ظهراً، ومنه انتقلت إلى ادارة أمن الدولة للتحقيق وكشف ملابسات الخطف ووصلت إلى منزلي في تمام الساعة السابعة مساء أول من أمس».

إرسال تعليق